العولمة السياسية فإن الاستعمار الغربي ترك في عالمنا الإسلامي آثارا عميقة وقوية من الغزو الفكري الشامل لتطبيقها في جميع النواحي لاسيما الناحية السياسية، رغم أنهم تركوا ديارنا باسم إعطاء الحرية والاستقلال، فمرض العلمانية التي تعاني بها الدول الإسلامية بعد استقلالها المخطط الذي لا يعطي مجالا للإسلاميين الذين بدأوا ضد الاستعمار للدفاع عن الدين والأمة بالتربية والتعليم والمواجهة الجهادية وقدموا الشهداء من أبناء الأمة الإسلامية من علمائها وشعوبها، يفتح مجالا بعد ذلك للنظم الوضعية والايديولوجيات الهدامة والنظريات الغربية من الإسلام بتخطيط إبعاد الإسلاميين من الحكم والإدارة وإدخال أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا الذين تثقفوا بثقافتهم وتربوا بتربيتهم في المؤسسات الحكومية، فبريطانيا المعادية للشيوعية أعطت مجالا للشيوعيين في اليمن الجنوبية السابقة والشيوعية الروسية أعطت مجالا لليبراليين الرأسماليين المتغيرين من الشيوعية في الولايات الإسلامية. ثم دخلت ولاياتنا الإسلامية في شبكة الكومنويلث، ومنظمة دول عدم الانحياز، ومنظمات دولية أخرى التي تهيمن عليها الدول الكبرى، وترى حكامنا الآن تلك المنظمات أولى من منظمة مؤتمر الدول الإسلامية. هذه بالإضافة إلى المشاكل الداخلية التي نبعت من الحلول المستوردة التي جنت على أمتنا. فالعولمة الأمريكية التي تقوم باسم الديموقراطية حاربت الحركات السياسية الإسلامية في جميع أنحاء العالم بإدخال كلها. في قوائم الإرهابيين وقامت بحماية مطلقة للدكتاتورية التي تحمى المصالح الأمريكية، فهناك براهين كثيرة تدل على ذلك فمنها العدوان على الثورة الإسلامية في إيران والحصار السياسي والاقتصادي والإعلامي عليها وإلغاء الانتخابات في الجزائر التي تعطي فرصة