أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعاً)([204])، وقوله تعالى:(وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلاّ ذكر للعالمين)([205]). وهناك نصوص كثيرة تؤكد على عالمية الإسلام منذ انطلاقته الأولى خلافاً لما يدعيه بعض المستشرقين والمؤرخين؛ من أن العالمية الإسلامية جاءت بالتدريج ولا مجال هنا للتفصيل في هذا المجال. فالإسلام إذا انطلق باتجاه عالمي وما زال، عبر العصور، يؤكد هذا الاتجاه، ويؤكد وحدة المنطلق الإنساني، والمسير والهدف، هذا هو رأي الإسلام، أما الاشتراكية فهي أيضاً عندما طرحت فلسفتها عن التاريخ طرحت مسألة المادية التاريخية، والمراحل التي اشتهرت في هذه المادية، حيث تنتقل البشرية من مرحلة العبودية إلى المرحلة الاقطاعية، إلى الرأسمالية التجارية، إلى المرحلة الرأسمالية الصناعية، إلى المرحلة الاشتراكية، وبالتالي إلى المرحلة الشيوعية، عبر بعض القوانين ومنها صراع الأضداد الاجتماعية هذا التصور اعطى الاشتراكية نظرتها العالمية في ايجاد تحول عالمي في مسيرة الإنسانية. وواضح ان الاشتراكية اعتمدت في هذا المجال قضية صراع الطبقات، والثورة والنظام الحديدي الاشتراكي، الذي يوصل المجتمع إلى الجنة التي يتصورها الاشتراكيون، وهي الشيوعية([206])، وقد فشلت هذه الرؤية سواء على الصعيد النظري أو على الصعيد التطبيقي في اثبات ذاتها. هذا بالنسبة إلى الاشتراكية، أما بالنسبة إلى الرأسمالية؛ فقد انطلقت منذ بداية حركتها دون أساس ايديولوجي([207])، ولم تكن تهتم بالأساس الايديولوجي، وإنّما همها تنظيم الحياة، واقامت نظامها على اساس الحرية الفردية الرأسمالية، ولكنها عندما انطلقت وواجهت اتساع الأفكار المعادية لها، راحت تأخذ من الاشتراكية شعاراتها وتستبدلها بشعارات مقابلة، من قبيل العدالة الاجتماعية؛ حيث