تاسعاً: نظام الجهاد بمختلف أنواعه وهو باب واسع الأبعاد والفروع، حاول الإسلام فيه تنظيم الأعمال الحربية، مستهدفاً تحقيق الأهداف الإسلامية العليا، من خلال رفع الموانع في سبيل الدعوة الإسلامية، والحفاظ على محورها المتحرك. كل ذلك مع ضمان أكبر لالتزام الأساليب الإنسانية الممكنة ولن نتحدث طويلاً عن هذا الباب لسعته وضيق مجالنا عنه. كانت هذه بعض الأسس القرآنية للتعامل الدولي، أشرنا اليها في لمحات سريعة، تاركين التفصيل فيها إلى مظانه، وملاحظين أنه قد يكون البعض فيها داخلاً في اطار البعض الآخر، كما في مسألة المبدئية في التعامل مثلاً، أو نظام الجهاد. القسم الثالث: الاتجاهات العالمية لدى النظم هناك اليوم ثلاثة ومذاهب متنافسة هي الإسلام، الاشتراكية، الرأسمالية. وهي تمتلك جميعاً توجهات عالمية، وهنا أؤكد على انه لا فرق من حيث هذا التعريف بين العولمة والعالمية. و الإسلام باعتباره آخر حلقة من حلقات الدين الإلهي جاء ليصلح البشرية، باعتباره طريق خلاصها الذي اراده خالق البشرية، وهو بذلك يركز على الفطرة الإنسانية المشتركة بين ابناء البشر، ويعتمد منطق الحوار والاقناع، ويعرض نفسه باعتباره السبيل الوحيد لخلاص البشرية، هذا الإسلام استخدم، لتحقيق اهدافه، عملية التغيير الفردي والتغيير الاجتماعي، وسعى لحذف الحدود الجغرافية والحدود اللونية واللغوية، وإقامة مجتمع عالمي يطبق قانوناً واحداً، ويتبع قائداً واحداً، ويمتلك احاسيس مشتركة، وأهداف انسانية واحدة. وهذا الاتجاه العالمي يبدو في كثير من النصوص الإسلامية، مثل قوله تعالى:(قل يا