استبدلتها بمسألة حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية؛ حيث استبدلتها بمسألة السوق الحرة ونمو الانتاج، وبالتالي فإنها اخذت شعار الأممية البروليتارية واستبدلته بشعار العولمة الرأسمالية، إذ انها عندما انطلقت انطلقت محلية وكان تركيزها على الغرب، ولم تطرح نفسها بشكل عالمي، إلاّ بعد أن توفرت ظروف مناسبة لذلك، فراحت تطرح مفاهيم العولمة اما النظام العالمي الجديد فهو مصطلح استعمله الغرب سياسيا في فترة مبكرة لكي يفرض هيمنته السياسية وقد اتخذ في فترات متفاوتة قوالب متعددة. تبعا لسخونة الحرب وبرودتها. وهنا نذكّر بالمراحل التي ذكرها(روبنسون) فقد تصور(روبنسون) ان العولمة الرأسمالية مرت بمراحل هي المرحلة الجنينية، وتبدأ منذ القرن الخامس عشر الميلادي وحتى منتصف القرن الثامن عشر، بسيادة القومية والجغرافية، ثم مرحلة النشوء، التي رآها تستمر حتى الثلث الأخير من القرن التاسع عشر بتبلور مفاهيم العلاقات الدولية ثم مرحلة الانطلاق وأوصلها إلى عشرينيات القرن العشرين بظهور المفاهيم الكونية، ثم مرحلة الصراع من اجل الهيمنة حتى منتصف الستينات، حيث ظهرت الامم المتحدة، ثم مرحلة الاتصال وادماج العالم الثالث، والتعدد الثقافي، وبالتالي تصور اوج العولمة في الثمانينات والتسعينات([208]). وهذا التصور كما نعتقد مصطنع وفرضي ولا واقع له، لأن الرأسمالية لم تنطلق بنظرة عالمية مطلقاً، وإنّما كان تركيزها على الغرب والدول الغربية بشكل جغرافي لا غير، ولكن الظروف التي حصلت في اواخر القرن العشرين دعت لطرح مفهوم العولمة كما يبدو للباحث. فإن تنامي القدرة الغربية وامتلاكها المعلوماتية الضخمة وقدرة الاعلام النافذ إلى كل انحاء العالم من جهة، وكذلك تعاظم القدرة الإسلامية وانتشار النظرة الشمولية الإسلامية، التي شكلت في نظر الغرب خطراً على كل الحضارة الغربية من جهة ثانية، وانهيار