(قل هذه سبيل أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).([192]) وفي هذا يقول آية الله السيد محمد باقر الصدر في كتابه(اقتصادنا): (والأمر الآخر: أن يبدأ الدعاة الإسلاميون ـ قبل كل شيء ـ بالإعلان عن رسالتهم الإسلامية، وايضاح معالمها الرئيسية، معززة بالحجج والبراهين، حتى إذا تمت للإسلام حجته، ولم يبق للآخرين مجال للنقاش المنطقي السليم، وظلوا بالرغم من ذلك مصرّين على رفض النور … عند ذلك لا يوجد أمام الدعوة الإسلامية ـ بصفتها دعوة عالمية تتبنى المصالح الحقيقية للانسانية ـ إلاّ أن تشق طريقها بالقوى المادية، بالجهاد المسلح).([193]) وقد جاء في كتاب الكافي للمرحوم الكليني عن الصادق(عليه السلام) قوله: (قال أمير المؤمنين عليه السلام: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فقال: يا علي لا تقاتلنّ أحدأً حتى تدعوه إلى الإسلام، وأيم الله لأن يهدي الله عزّ وجل على يديك رجلاً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه يا علي).([194]) إنه اسلوب القرآن قبل كل شيء، الذي علّمه الله لموسى وهارون عليه السلام(اذهبـا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولاً ليّناً لعله يتذكّر أو يخشى).([195]) انه الدعوة ـ حتى عند مواجهة الطواغيت ـ عسى أن يهتدوا إلى الحق. وها نحن نجد الرسول العظيم يكرر عبارة(ادعوك بدعاية الإسلام) في رسالته إلى شاه إيران، وقيصر امبراطور الروم تطبيقاً لهذا التعليم الإسلامي السامي. وهكذا راح الدعاة يبثون الدعوة إلى الأقطار. وقد ذكرت اسماء بعض الدعاة إلى الله، ومنهم: عبدالله بن حذافة السهمي ـ مبعوث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى إيران. حاطب بن أبي بلتعة ـ مبعوث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى مصر لدعوة المقوقس.