فنهض العلماء الكبار ـ وفي طليعتهم الإمام القائد ـ ضد هذا العمل المنافي للإسلام والعدالة، مما أدّى به إلى إبعاده من قبل الحكم الطاغي إلى تركيا. والواقع أن بذرة الثورة الإسلامية الكبرى غرست في ذلك اليوم. والرائع ان الإمام استهل بيانه الجريء وفتواه بالآية القرآنية الشريفة:(ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً).([188]) ولو أن الأمة الإسلامية، أو هؤلاء القائمين عليها، راعوا هذه القاعدة في تعاملهم، لما أصيبت الأمة بالحالة التي هي عليها الآن قطعاً. ومن الجدير بالذكر: إن العناصر الثلاثة الماضية تشكل أساساً لروح الاستقلال، والترفع على أي نفوذ أجنبي مذل. رابعاً: التوعية قبل أية خطوة أخرى الإسلام دين التوعية والتربية … وهو بمقتضى واقعيته وفطريته يقرر لزوم القيام بتوعية أي انسان يراد له أن ينضم إلى معسكره، وأي مجتمع يراد للإسلام ان ينفذ إلى عمقه … انه يعرض جوهرته الثمينة، لأنه يعلم أن قيمتها ستنكشف بكل وضوح للجميع … ولذا فهو يرفض أي تقليد في العقيدة، ويدعو إلى البحث والبرهنة،(قل هاتوا برهانكم) وهو يرفض أية عملية إكراه عقائدي(لا إكراه في الدين) كما يريد من الأمة أن تكون من أولي الأيدي والأبصار، قوية في بصرها وبصيرتها … وفي مجال التعامل مع الآخرين يأمر بالدعوة البيّنة الواضحة قبل كل شيء، يقول القرآن الكريم:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).([189]) (فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم).([190]) (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).([191])