الرسالة تقتضي اتباع منطق الشورى في الأمر، هذا هو التصور الاجمالي للوضع الطبيعي للبشرية ـ على المستوى النظري: مجتمع واحد وإمام واحد وقانون واحد يستمد اصوله من هداية الله تعالى، ويسير وفق التشريع الإلهي. أما على المستوى الواقعي الحالي والمنطق السائد فإننا إذا لاحظنا الوضع الحاضر فإنه يبدو ان الوضع الطبيعي للعلاقات الدولية والنظام الحاكم في الأرض يقتضي أن تكون هناك أمم متحدة، وقانون دولي واحد ومنظمات دولية واحدة تنظم هذه العلاقات، خصوصاً وانها مسيرة تكاملية، وحركة من التفرق إلى التجمع، وان هناك مسائل لايمكن ان تعالج اليوم على اساس محلي من قبيل(مسائل البيئة الحياتية، وحقوق الإنسان، والاقتصاد العالمي والتجارة العالمية والطاقة والارتباطات والقوانين الدولية لحركة السنن والطائرات والامواج الاذاعية والتلفزيونية) وان تعامل الثقافات اليوم ضرورة ملحة للشعوب ولكن هذا النظام العالمي يجب ان يقوم على أسس منها: 1ـ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. 2ـ احترام الثقافات المتنوعة. 3ـ اتباع سياسة عامة لمحو الفقر ودعم العدالة الاجتماعية. 4ـ دعم الديمقراطية في اطار احترام القيم التي يؤمن بها المجتمع. 5ـ اتخاذ منطق الحوار للوصول إلى المشتركات والتعاون في هذه المشتركات وذلك على المستويات كافة، سواء كان حواراً بين الحضارات أو بين الأديان أو بين المدارس والمذاهب المختلفة. 6ـ الارتفاع بالمستوى العلمي الإنساني، والتعاون بين الدول في هذا المجال. 7ـ دعم قضية السلام العالمي العادل. 8ـ نفي الاحتلال والظلم والارهاب بأنواعه.