ففي ميدان العلاج، هو ميدان الشركات العملاقة في الأدوية، والتي لا تقدر إلاّ ما يدره عليها الدواء من أرباح، تسعره كما تشاء لتمتص إلى الإفلاس مدخرات المرضى والمكروبين، ولا يثور لهم ضمير إذا مات مئات الآلاف من الذين لا تمكنهم قدراتهم المالية من الاستمرار على تناول ما يمسكونه من أدوية. مع أن ثمنها لو بيع بربح معقول لتمكن كل المرضى من علاج أمراضهم. ولأنقذوا حياة الملايين من المصابين مثلا بمرض نقص المناعة المكتسبة. وفوق هذا بلاء وعداء للإنسانية، ماتقوم به شركات إنتاج السلاح وتطويره بما يزيد فتكاً بالبشرية، وتخريبا لأنسجمة الجسم، وتشويها للأحياء وللأجيال القادمة. أسوق لذلك مثالين: أ) الأورنيوم المنضد(U.A) مشتق من نتاج الوقود المخصب للمفاعلات النووية. ويدخل في صنع الأسلحة كالقنابل المضادة للدبابات، وفي القنابل والقذائف والصواريخ. وبما أنه أثقل من الصلب فإن القذائف التي تحتوي عليه تكون قادرة على خرق أقوى الدبابات المصفحة صلابة. ولكنه مع فاعليته القتالية يحتوي على ضرر كبير هو أنه(مشع) والأورنيوم كجميع المعادن الثقيلة، هو مادة كيميائية سامة. ففي الوقت الذي يتصل بالهدف، ينتشر الأورنيوم المنضد على شكل ضباب لطيف كجزيئات يمكن أن يستنشقها الإنسان أو أن تسري إلى أجهزته الداخلية ثم تختزن في الرئتين، أو في الكلي أو في باقي أجهزة الجسم. وهذا مايمكن أن يولد سرطان الرئتين أو العظام، وأمراض الكلي، أو تشوهات جينية، وأنواعا عديدة من المشاكل الصحية العويصة. كما يمكن أن تدخل شظية من القذيفة في داخل الإنسان، ويبقى مشعا في جسمه. وقد أكد فيزيائي نووي أن ذرات الأورنيوم المنضد المفرغة في الجو بعد الارتطام أو بعد التفرقع يمكن أن تنتشر على مساحة