السيطرة على أعراضه، وانفصلت عن قائمة الأمراض الميؤوس من نجاة المصابين بها. وفي ميدان غذاء الإنسان تمكن العلم من التأثير على السلالات في الحيوانات لتنتج مضاعفا من اللحوم ومن الألبان، وفي النباتات لتقاوم الأمراض والحشرات الضارة، وتحقق تحسين إنتاجها كما ونوعا وشكلا. وفي ميدان الاتصال تحقق في الواقع ما كان الخيال يقدمه في القصص والروايات من الصور المستحيلة عادة، ليستمتع بها في أحلام اليقظة. فالعقود تعقد بين أطراف تفصلهم آلاف الأميال، والأموال تنتقل من قارة إلى قارة بسرعة البرق، والحدث يحصل أثره في وقت حدوثه في أطراف الكرة الأرضية، والعالم في مكتبه تفتح له مكتبات الدنيا، بما تحويه من كتب ومجلات وبحوث، يرد منها مايبلغ به إنتاجه المبلغ الذي ما كان يحلم أن يصل إليه. فتقدمت العلوم وتيسر للإنسان المستوى الرفيع من العون أينما كان موقعه من الكرة الأرضية. فقد انفتحت آفاق معرفية لا تُعلم حدودها تُمكن من فهم أدق لتفاصيل الكون والحياة والمادة، وفهم مكوناتها وأجزائها الدقيقة، وامتدت إلى البحث في نشأة الكون، وبروز الحياة على وجه الأرض. ثم ألصقت هذه اللافتة على العولمة منادية أن عصر العولمة هو عصر العلم أو هما شيئان في شيء واحد، تعانقا وامتزجا. العالمية والعلم: إن الصورة المشرقة الواعدة التي بسطناها باختصار والتي انتهت إلى اتحاد وجودي بين العلم والعولمة، هي صورة التبس فيها الحق بالباطل وامتزجا. أولا: إن أول مايتعين رفعه من اللبس والمغالطة، هي دعوى الارتباط المنفرد بين العلم والعولمة. فالحقيقة أن العولمة اعتمدت في انتشارها وإلزام الدول والشعوب بها نسبة التقدم العلمي لها، إذ التقدم العلمي في كثير من الجوانب لم تنفرد به العولمة الرأسمالية، بل نجد أن النظام الاشتراكي البلشفي قد هوى على ركبتيه