الحداثة، ثم إن البشرية بإضافتها تكنولوجيا المعلومات، وتطويرها لقدُرات الحاسوب، قد تجاوزت الحداثة إلى العولمة. لقد تطور الكمبيوتر بسرعة فائقة من جيل إلى جيل، فيسر على العلماء في لحظة من العمليات الحسابية الدقيقة والصحيحة ما كان يقصر عن بلوغه عمر العالم قبل ذلك. ومكن العلماء والباحثين من جلب ما اختزن من المعلومات في لمح البصر مع التأكد من عدم تسرب الخطأ، مما كان يقتضي أزمانا من البحث والنسخ اليدوي أو بالراقنة. اعتمدت الثورة العلمية فيما اعتمدت على اعتبار البحث العلمي أساسا للربح، والسبيل للنجاح في المنافسة القوية في الأسواق. ولذا قامت المخابر بجانب المصانع لتطور تقنياتها طلبا للتجويد والتجديد. كما قامت معاهد البحث داخل الجامعات والكليات والمعاهد، ورُصدت الاعتمادات الكبيرة في ميزانيات الدول والشركات للبحث، وطورت المناهج تطويرا يمكن الطلبة والعلماء والتقنيين من تدفق سيل الاختراعات. وسمت العقول إلى المجهول تكتشف كل يوم بعض الحجب، وتعد الآليات المساعدة على زيادة الإنتاج كما وتحسينه نوعا، وبالتالي التأثير فيما وقفت البشرية عاجزة عن هتك أسراره، وفي ميادين بقيت عصية عن البوح بقوانينها التي خلقها عليها باريها. نعم كانت الاكتشافات العلمية في النصف الثاني من القرن العشرين تفوق بكثير ما بلغته الإنسانية في أدوار حضارتها. ففي ميدان الحياة ثم التأثير على التكاثر الحيواني بواسطة الاستنساخ، ومساعدة عدد غير قليل من أعراض العقم، وتم قراءة الجينوم البشري. ودخل الإشعاع الذري كوسيلة للكشف الباطني، وللعلاج. وتطورت الجراحة تطورا دخلت به مباضع الجراحين حتى إلى خلايا الدماغ مع المكريسكوب. وعدد غير قليل من الأمراض تمكن علم الطب من