2- العولمة العلمية: يقول الباحث عبد الخالق عبد الله: لقد وجدت العولمة الثقة في العلم والتكنولوجيا، وأكدت ولادة العولمة أن هذا العصر هو، وربما أكثر من أي وقت آخر، عصر العلوم والثورات العلمية. فالعلم أثر في هذا العصر كما لم يؤثر فيه أي عامل آخر. وكل النجاحات والإنجازات التي تحققت للبشرية، وربما كل التقدم المادي والمعنوي الذي تحقق خلال المائة سنة الأخيرة، وبالذات خلال العقد الأخير من القرن العشرين، لم يكن له أن يتحقق لولا العلم الذي أصبح اليوم الحقيقة الأساسية في الحياة، والمحور الذي تدور حوله كل الحقائق الحياتية الأخرى. ويعلق د. بركات مراد قائلا: هذا القول صحيح. لقد تحول العلم والثورات العلمية إلى قوة من القوى الكاسحة التي تصنع الأحداث وتشكل المستقبل، وتعيد ترتيب أولويات الدول والمجتمعات والأفراد. فمن يمتلك هذه القوة ويحسن توظيف نتائجها الباهرة يمتلك أساس مصيره، ويعرف كيف يتدبر شؤونه، ويتمكن من التأثير في الآخرين، بما في ذلك القدرة على إدارة العالم سياسيا واقتصاديا([162]). وليس العلم علم الاستيعاب ولكنه العلم الذي يفتح في كل لحظة كتاب الكون فيكشف جديدا، ويبرز شيئا مخترعا ماكان للإنسانية علم به من قبل، فيضيفه لرصيدها المعرفي، ليصبح وحدة من وحدات الهرم الذي يعلو بالاستناد إلى قاعدته باستمرار. لقد بلغت الإضافات العلمية والتكنولوجية في الولايات المتحدة وحدها أكثر من واحد وخمسين ومائة ألف اختراع في سنة 1999. لقد قامت النهضة الحضارية الأوروبية على التجربة وحرية العلم في مساره واكتشافاته واستفادته بعد ذلك من تطويع الآلة المتحركة بالطاقة، وبرزت