محققا للعالم الثالث(بما فيه من العرب والمسلمين) وتذكر الإحصاءات أن عدد العالم يصل إلى ستة مليارات نسمة، يعيش أكثر من ثلثهم في دول الجنوب، والغالبية العظمى لا تعيش عيشة إنسانية. والدليل على ذلك أن 13% فقط من سكان العالم ينفقون 68% من الانتاج العالمي. ثم يقول: إنها عدم مساواة صارخة ورهيبة فضلا عن صنوف الاستغلال والاضطهاد التي يتعرض لها الآدميون من العالم الثالث. إن عالم السوق الرأسمالية الموحدة الذي نحياه أفرز(رأسمالية الغاب) التي تعني نهاية الدولة الوطنية والسيادة الشعبية، ونهاية التنوير والقيم المصاحبة له، مثل التضامن والعدالة الاجتماعية، وتعني أيضاً ضياع مائتي سنة من الثورة الديمقراطية. وهكذا يجد العالم نفسه يعيش ليلا رهيبا تجسده بعمق(منظمة التجارة العالمية)([156]). إنه إذا قارنا العالمية الإسلامية بالعولمة في الناحية الاقتصادية، فإن الفوارق بينهما تبدو: 1- في أن الإسلام يقوم في تشريعه الذي أراد به إصلاح الأوضاع العالمية على الوضوح الكامل. يقول الله تعالى:(فتوكل على الله إنك على الحق المبين)([157]). ويقول:(وإن تطعيوا تهتدوا وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين)([158]). فكل تشريعاته لا يتأخر فيها البيان عن وقت العمل أبدا. وهي قاعدة مجمع عليها. 2- أن الأصل في الإسلام أن الأموال تنتقل تبعا لقاعدتين:(أ) حرية المالك في التصرف في أمواله؛(ب) عدم الإضرار بالغير. فالحدود الوطنية التي تولدت عن الحداثة، هي مخالفة لما قرره رب العزة من أن الأرض لله، وأن الإنسان مستخلف فيها، وأنه مأمور بالسعي في أرجائها قال تعالى:(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من زرقه وإليه النشور)([159]). ونوه بالذين