سيقرر عقوبات ضد الولايات المتحدة الأمريكية إن هي لم تتراجع عن قرارها. فجنون العظمة خول لأمريكا أن تجعل مايقرره الكونغرس ملزما للعالم. نتائج العولمة الاقتصادية: إن الشركات العملاقة الخمسمائة قد قسمت خيرات العالم بينها فهي تفرض على الدول والحكومات ما تشاء من قيود. تنتقل من مكان إلى مكان تبعا لمؤشر واحد هو مغانمها المادية والأرباح التي تجمعها، فهي ترغب في يد عاملة رخيصة الثمن تضمر حقوقها الاجتماعية إلى أدنى حد، وضرائب منخفضة أكثر ما يمكن، وتحويل الصناعات الملوثة إلى العالم الثالث الذي لا يستطيع. أن يفرض عليها المواصفات التي تفرضها حماية الإنسان والبيئة، وتهدد الدول التي تقيم فيها بالانتقال عنها إذا لم ترضخ لمطالبها تاركة وراءها تضخم البطالة، والفقر والديون التي حشرتها فيها كما حصل في دول شرق آسيا. وبجانب ذلك تتدفق السلع إلى البلدان الفقيرة لتعطل صناعاتها المحلية التي لم تتهيأ بعد للمنافسة فهي حرية مغشوشة، مكنت هذه الشركات من السيطرة على التجارة العالمية. تستقل في سياساتها عن سياسة ومصالح الدول التي تنشط فيها. إن ما نادوا به من تمكين العالم الثالث من اكتساب المهارات التقنية سراب خادع. فالأسرار الصناعية يحتفظ بها بواسطة براءة الاختراع، وتنفرد الولايات المتحدة كل سنة بما يقارب 80% منها. قد أصبح مفهوم الحرية الاقتصادية يتماهى أكثر فأكثر مع التجارة، رغم أن هذه قسمت العالم إلى 20% في المائة تتمركز في أيديهم 80% من القرارات الشرائية والرساميل، و80% منهم يسعون وراء لقمة العيش دون جدوى في كثير من الأحيان([155]). يقول المفكر وعالم الاجتماع السويسري(جون زيغلر): إن منظمة التجارة العالمية تجسد الليبرالية الجدية في صورتها المتطرفة. وهي تعني ضمن ما تعني. موتا