وتلحينها، والخطط العسكرية القتالية بسلاحها وتخطيطها. والتي غسلت بواسطتها هزيمتها في الفياتنام، فبرزت بعد انتصارها على العراق، لا الدولة المنتصرة على بلد صغير من العالم الثالث، ولكن الدولة التي سارت الدول العظمى والصغرى وراءها. فهي زعيمة العالم بلا منازع. ثالثاً: ما أعلن في أعقاب هزيمة العراق. ففي نشوة الانتصار، والعالم كله يرقب التحولات – التي تعقب عادة الحروب – أعلن الرئيس الأميركي أن العالم مقدم على نظام دولي جديد يختلف عما كان عليه الأمر أيام الحرب الباردة، يقوم على احترام المبادئ الديموقراطية، ويعلي من شأن حقوق الإنسان، ويكون فيه للأمم المتحدة ومنظماتها الدور الفعال في تحقيق السلام والأمن في العالم. وسكت عن المنهج التطبيقي لمضامين هذا الإعلان في شكل دقيق. ولذا كان وزير خارجية صادقا مع نفسه حين اعترف بأنه لا يستطيع أن يصف ماسيكون عليه شكل هذا النظام الجديد([154]). فالغموض ظاهرة تطلق أيدي أصحاب القرار في طريقة التنفيذ، بعد أن تكون أفسحت للآمال المجال حتى تطوع الرأي العام العالمي لقبول مايقرر فيما بعد. رابعاً: أسطول إعلامي عالمي يسيره خبراء متميزون في التزييف وتصوير الواقع وإبرازه في شكل جذاب، بما يمكن الدولة العظمى والشركات العملاقة من المكاسب التي تسعى للحصول عليها. كالدعوة للاستهلاك بشتى الطرق المؤثرة، مع التشكيك في جودة الإنتاج المحلي، وكقيود الحماية التي تستطيع وحدها فرضها. كما حصل في السنة الماضية من فرض ضريبة على توريد الصلب إلى أمريكا من الدول التي كانت عظمى، رغم إعلان الاتحاد الأوروبي في شهر مارس 2003 أنه