البشرية تقترب شيئا فشيئا من آفاق هذه المبادئ، وتنفذها ولو تحت عناوين أخرى([153]). عبر المنهـج الثاني عـن نفسه(بالعولمة) وهي ترجمة لكلمة(Globalization) بالكرة الأرضية. هنو نتاج ما حققه التقدم العلمي والتقني من مكاسب، قربت بين المسافات واختزلت الأبعاد، ونقلت الأفكار والصور والحوادث، فجمعت بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب. ووصلت إلى أن سكان الأرض قد يتأثرون بالحادثة أو المشهد في لحظة واحدة. وتصل المعلومة إلى سكان الأدغال والصحاري، وإلى المدن في نفس الوقت. فالأصل الذي انبنى عليه مصطلح العولمة هو الإمكانات العلمية والتقنية التي قربت بين البشر. والقرب بينهم يتبعه القدرة على التفاعل بينهم، في ميادين الاقتصاد وتبادل خيرات الكون، وفي المعرفة، فتسري المعلومات عبر وسائل تزداد كل يوم اقتدارا على السرعة في تعميم النفع لهم، وفي الثقافة بصفة عامة وأنماط الحياة، وبالتالي في السياسة بتقليص الحواجز بين الأقطار، وتحجيم سلطان الحكومات على تكييف الرأي العام بما تنشره أو تحجبه عن شعوبها، فخرج عن سلطانها أخص ما هو لها قبل العولمة، وهو أن تكون السياسة المحلية هي التي تكيف الرأي العام، وتدفعه بالتالي إلى الاختيارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تسطرها ليسهل عليها التنفيذ. غايات العولمة للعولمة أهداف ظاهرة لينة الملمس مشرقة المظهر ناعمة جذابة، سوف أتبعها، ثم أعرض الصورة التطبيقية التي جرى عليها تنفيذ ذلك، لأقارن بين العولمة والعالمية الإسلامية.