ويجدر بنا في هذا المجال أن نشيد بدور وجهود علمائنا الأبرار المجتهدين وأن نذكر لهم بالتقدير والاعتزاز تنبههم ويقظتهم لأخطر قضايا البحث واحترازهم من البحوث والدراسات التي قام بها المستشرقين وزمرة المنافقين، بصورة جعلت البحوث التي قام بها علماؤنا تراثا خالدا نقيا، جعلتهم محل إعجاب وتقدير في كل عصر. وحرصا من أئمة أهل البيت (سلام الله عليهم) وأئمة المذاهب والمخلصين من العلماء الجادين والمصلحين على سلامة البحث. شدد الكثيرون على الأمانة العلمية واعتبروا أي بحث فقهي لايستمد من القرآن الكريم وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) ناقصا وغير مقبول كما اعتبروا أي قول لايسند إلى قائلة خاليا من البركة بل جعلوا شرطا في مؤلفاتهم. كما يقول الطبري: وشرطي في هذا الكتاب إضافة الأقوال إلى قائلها والأحاديث إلى مصنفها فإنه من بركة العلم أن يضاف إلى قائله. إن موضوع البحث الفقهي هو من المواضيع المهمة التي يجب العناية بها والحرص على سلامة البحث. لأنه على ضوء الفقه المستمد من الشريعة الإسلامية تسن الدساتير وتقوم الأنظمة الإسلامية في البلدان الإسلامية، وتوضع القوانين الشرعية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والإدارية وحتى السياسية. إذ لا يمكن لحاكم أو أمة إسلامية مخالفة الشريعة السمحاء من أجل المصالح. به حكم الأولون وأداروا كفة البلاد وأرسوا قواعد العدل والمساواة ونالوا العزة والكرامة والسؤدد. مد الجسور بين الدراسات التقليدية والدراسات الجامعية الحديثة فالواقع والتطور السريع والتحديات السافرة من قبل أعداء الإسلام للأمة المسلمة والمستجدات التي تحدث من حين لآخر، والغزو الثقافي كلها تتطلب منا سرعة التعامل معها وإعطاء رأي الدين عنها، وتملي على القائمين بالدراسات التقليدية وعلى القائمين بأمور الجامعات الإسلامية