وليس هذا هو الخطاب الوحيد لسماحته، يحذر فيها من الغزو الثقافي ومن مكايد الأعداء. وفي خطاب آخر قال الإمام أمد الله في عمره (إن لم نقاوم الغزو الثقافي والعقائدي للاستكبار العالمي فسنهزم). يهدف الأعداء من غزوهم الثقافي ونشر مبادئهم وثقافتهم المنحلة إلى تجريد الأُمة الإسلامية وخصوصا شبابها من الإيمان الحقيقي، وجره إلى هاوية الفساد وفي هذا الصدد قال الإمام ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أمد الله في عمره مايلي: (يسعى العدو من خلال نشر الثقافة الخاطئة ثقافة الفساد والفحشاء إلى أن يسلب شبابنا منا وليس ما يفعله مع شبابنا على الصعيد الثقافي هجوما ثقافيا، إنّما هو غارة ونهب وقتل جماعي ثقافي. هذا ما يفعله العدو منا). بناءا على ما تم عرضه في الصفحات السابقة من هذا البحث والذي كان في مجمله سرد واقعي للدراسات الإسلامية التقليدية في الحوزات العلمية والمراكز الإسلامية وفي حلقات المساجد وأهدافها وسرد واقعي للدراسات الإسلامي في الجامعات الحديثة تبين لنا منا يلي: وحدة الهدف وكلا الدراستان التقليدية والحديثة تستهدفان تعليم طلاب العلم مضامين التعاليم الإسلامية المأخوذة من مصدرها الرئيسي كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والعمل على نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية، والتعريف بالمبادئ والأسس التي جاء بها القرآن الكريم. ونحاول في الأسطر القادمة الوسائل الفعالة لمد الجسور بين الدراسات التقليدية والدراسات الحديثة في الجامعات الحديثة لتيسير البحث الفقهي. ماذا نعني بالبحث الفقهي؟ البحث الفقهي هو عمل اجتهادي منظم ومتقن يقصد به البحث عن مضامين الشريعة الإسلامية الصحيحة المبنية على القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم (صلوات الله وسلام عليه وعلى آله).