الزاحف من الغرب، ولم تسقط في هذا الصراع الحضاري الذي تعرضت له بلادنا في الشرق الإسلامي. وفي هذه الدراسة سوف اتحدث ان شاء الله عن أهم المكاسب والخبرات والتجارب والانجازات التي حققتها مدرسة أهل البيت (ع) الفقهية في العراق وايران، وهما مدرسة (النجف) في العراق، ومدرسة (قم) في ايران. تاريخ المدرستين يرجع تاريخ الجامعة العلمية في قم إلى الربع الأول من القرن الرابع الهجري في عصر البويهيين، وعاش في هذه الفترة في قم والري علماء كبار أمثال الشيخ الكليني، المتوفى 329 هـ وابن بابويه المتوفى في نفس السنة، وابن قولويه المتوفى في سنة 369 والشيخ الصدوق المتوفى عام 381 هـ، وغيرهم من كبار المحدّثين والفقهاء. وعليه فإن تاريخ هذه الحوزة العلمية يرجع إلى احد عشر قرناً؛ واستمرت هذه المدرسة منذ ذلك الحين إلى اليوم تمارس نشاطها العلمي في الحديث والفقه في مد وجزر. ويرجع تاريخ الجامعة العلمية في النجف (العراق) إلى 448 هـ أي منتصف القرن الخامس الهجري، عندما انتقل الشيخ الطوسي (رض) إلى النجف لما كُبس على داره ببغداد، وأخذ ما وجد فيها من دفاتره وكتبه، ومنذ ذلك الحين استمرت مدرسة النجف (بجوار الكوفة) في ممارسة نشاطها العلمي إلى اليوم، في مد وجزر كذلك، وهذه المدة تقارب الألف عام. ولقد كتب نجم الدين المحقق الرضي الاسترآبادي المتوفى سنة 688 هـ كتابه الكبير المعجم في النحو على شرح الكفاية في النجف قبل 734 سنة ويكتب في نهايته، قد تم تمامه في الحضرة المقدسة الغروية، على مشرفها صلوات الله العزة سنة ست وثمانين وستمائة.