فمثلاً يقع التزاحم بين الدفاع عن شعب إسلامي مستضعف، والدفاع عن أصل وجود الكيان الإسلامي. ويقع التزاحم بين المحافظة على كرامة المسلمين أو المحافظة على بعض الأراضي. ويقع التزاحم بين رد العدوان وبين قتل بعض الابرياء من أفراد العدو، أو افراد من المسلمين يتحصن بهم العدو ويجعلهم دروعاً بشرية، حيث ان رد العدوان يتوقف على ارتكاب هذا العمل المحرم. هنا ياتي دور ولي الأمر ليحدد الاهم ويقدمه على المهم. - المجال الثالث: العمل بالعنوان الثانوي، حيث يتم تجميد العمل بالعنوان الأولي في بعض الظروف والأحوال، ليأت دور العنوان الثانوي، حيث يحدد ولي الأمر هذا التجميد والانتقال وخصوصاً في الأمور العامة، واحيانا في الأمور الفردية. ومن العناوين الثانوية التي تطرأ ليتجمد على ضوئها العنوان الأولي هي: 1 – عنوان شرط القدرة في اداء التكليف. 2 – عنوان الميسور والمعسور. 3 - عنوان العسر والحرج. 4 – عنوان نفي الضرر والضرار. 5 – عنوان حفظ النظام. فقد يكون العنوان الاولي مباحاً فيطرأ عليه عنوان ثانوي فيكون أو يصبح واجباً أو محرماً وقد يكون واجباً فيصبح غير الزامي ومرخص فيه وقد يكون حراماً فيصبح بالعنوان الثانوي مباحاً. فالعنوان الاولي يكون مباحاً، والعنوان الثانوي يصبح واجباً طاعة لولي الأمر الذي أمر الله بطاعته. وقد يقال: ان الحكم الثانوي حكم موجود، وليس منطقة فراغ، فالجواب: ان منطقة الفراغ تشمل هذا النوع من الحكم لأنه بالاساس لا توجد منطقة فراغ بالمعني الدقي، بل توجد منطقة متطورة ومتغيرة ومتحولة يقوم ولي الأمر بملئها.