لأنهم لم يخططوا له فيما مضى، وإذا خططوا له فهو تخطيط يستبطن ألوانا من الاحباط وعدم الثقة بالنفس والخوف. استدعاءات المستقبل يشهد عصرنا آلاف الظواهر الساخنة على الصعد كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والايديولوجية والاخلاقية والعلمية والتكنولوجية، وهي ظواهر تعيش ثورات وتطورات سريعة للغاية، وتنبئ عن مضامين مختلفة للحياة وللمستقبل، ويتطلب معرفة هذه الظواهر جهودا استثنائية واسعة في حجمها ونوعية في حركتها)، وهو الحل الوحيد الذي نستطيع من خلاله دخول الزمن القادم بعزم وثقة بالنفس، ونحن نتأبط مشاريعنا ومخططاتنا، وحينها – فقط – يمكننا الحديث عن بديلنا الحضاري ومشروعنا الحضاري. ولاشك ان معرفة العصر الذي نعيش فيه أو سنعيش فيه هي مدخل تطبيق معادلة دور الزمان والمكان في العملية الاجتهادية كما ان التخطيط وتوفير الشروط لهما علاقة مباشرة ولصيقة بالفكر والنظرية والمنهج، فنحن لانتحدث عن تخطيط فني أو تقني فقط، بل تخطيط شامل ينتج عنه البديل الحضاري المستقبلي المطلوب، والذي يستند إلى قواعد الفكر والمنهج. وهنا تكمن مساحة المراجعة التي ننشدها. ففي هذه المراجعة لا نهدف إلى أن تقوم الشريعة بملاحقة تطورات الزمن، ولا نريد للفقه أن يتعصرن أو يلاحق الزمن، بل نريد للشريعة وعلومها أن يسبقا الزمن، ونريد للعصر أن يقف خلف الفقه، أي يجد أمامه فقها قائما يجيب على كل تساؤلاته ويستجيب لكل تحدياته، حينها لن يجد الزمن والعصر أمامهما سوى الانحناء أمام الشريعة والفقه والخضوع لهما. وهذا الهدف ليس ضربا من الخيال أو الترف العلمي، فقضايا المستقبل حاضرة أمامنا نشاهدها ونلمسها، برغم انها لم تتحول إلى واقع فعلي لأننا نعيش في المستقبل، أقصد أن العالم