لوجهي الواقع، أي الواقع الموجود والواقع المطلوب، فيزيد المؤمنين ايمانا مع ايمانهم ويكسبهم الثقة العالية بدينهم والاطمئنان الراسخ برسالتهم، وتثبت بذلك اقدامهم على الحق المبين ولايهنوا تجاه امواج الغزو الثقافي، بل يمكنهم حينئذ الانطلاق لخوض المنافسة والنزال مع الغير؛ فان للنظرية العامة لبهاء وسحرا وان عليها لطلاوة تأخذ بمجامع العقول وتجتذب الافئدة. ولانريد ان نبالغ في تصوير مدى الاثر الاعلامي والثقافي للنظريات العامة، فان بعض الاباطيل والاتجاهات الهزيلة استطاعت ان تجد لها مكانا في الساحة الثقافية وتسبغ على نفسها سمة المسلك لأنها تسربلت بزي النظرية العامة. وهذه حقيقة لاينكرها إلا مكابر؛ فان النظرية العامة هي العملة الرائجة في سوق الأفكار، وهي اللغة المفضلة في عصرنا الراهن، وهي الموضة الراقية بنظر المثقف. واعرب الشهيد الصدر(قدس سره) عن أهمية فقه النظرية بقوله: (…تكون الحاجة إلى دراسة نظريات القرآن والاسلام حاجة حقيقية ملحة، خصوصا مع بروز النظريات الحديثة من خلال التفاعل بين إنسان العالم الإسلامي وانسان العالم الغربي، بكل ما يملك من رصيد كبير وثقافة متنوعة في مختلف مجالات المعرفة البشرية، حيث وجد الإنسان المسلم نفسه امام نظريات كثيرة في مختلف مجالات الحياة، فكان لابد لكي يحدد موقف الإسلام من هذه النظريات وان يستنطق نصوص الإسلام ويتوغل في اعماق هذه النصوص لكي يصل إلى مواقف الإسلام الحقيقية سلبا وايجابا، لكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هذه المواضيع التي عالجتها التجارب البشرية الذكية في مختلف مجالات الحياة).([1]) 2 – الادارة والحكم مقدمة نقول: ان التكاليف الشرعية على قسمين فردية واجتماعية، ولايعرف الفرق بينهما من خلال لحاظ صيغة الافراد أو الجمع في الخطاب،