انتمائها إلى النظريات كأقرب جامع ييسر جمع كلمتها والتفافها حول أهدافها واحترام المواثيق والعهود في مختلف شؤونها وتحركها ولما كان المنهج الديني يحمل لواء الإصلاح في طول المجتمع الإنساني لذلك تبنى الهيئات الاجتماعية واشراف الجماعة الإصلاحية في حركتها التحصينية ضمن دوائرها يجمعها رابط النظرية التي تمثل نظرتها إلى الحياة وتواجدها البناء في الوسط الاجتماعي الواسع وهذا ما تبناه لقرآن الكريم في التأكيد على انبثاق اللجان والهيئات المشرفة والموجهة والمصممة للمنهج والثقافة والعودة إلى الفكر الديني الصحيح في المعرفة والسلوك وفسح المجال أمام مقومات الشخصية الإسلامية لتأخذ ثباتها وقوتها وتأثيرها في الحياة الاجتماعية وقد أوضح القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى... (و لتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) والفقه العلمي يتكامل في نظرياته وينشأ المسؤولية الاجتماعية في التجاوب مع شروط الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما طرحته الكتب الفقهية والدراسات العليا الفقهية من جزئيات في شكل مسائل منفصلة من غير تفرع عن النظرية افتقدت تأثيراتها العملية والاجتماعية وتحولت إلى مسؤولية فردية عادية لا تملك قوة وتأثيراً وقدرة على التغيير مما أدى إلى انحسار الفقه عن توجيه الحياة اليومية والأشراف على متطلباتها في أطار الاتجاه الذي ترسمه النظريات الفقهية في إنشاء الحياة وتصميمها وفق الإرادة الفقهيّة في السلوك والممارسة التي هي المظهر العملي لتواجد الفقه على سطح الحياة الفردية والاجتماعية كل هذه الصلاحيات توجدها فلسفة النظرية في ترابطها المبدئي وانسجامها العملي التنفيذي في حركة دائمة بين التفكير والتطبيق يمكن لأي عمل جماعي واجتماعي ان ينضوي في ظله. * * * * * *