يمكن أن يكتسب إلا باعتبار الفرائض مدارس ونظريات في تربية الإنسان وبناء تصوراته وعقليته. * * * * * * قوة الخطاب في النظرية ان من ابرز وسائل التفاهم والحوار الإنساني هو نوع الخطاب وصلاحياته لأنة يمثل الصلة القوية والعميقة بين إرادات الجماعات في تحقيق شروط التقييم الصحيح لحركة الجماعة في أفكارها وسلوكها وتعهداتها في حفظ المسؤولية والأمانة باعتبار أن التقييم الأساسي للإنسان انه يحمل أمانة كبرى وهذا ما كشفه القرآن الكريم في تأكيده على هذه الظاهرة بأروع تعبير في قوله تعالى: (أنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان أنة كان ظلوماً جهولا). فالاتجاه القرآني اتجاه يحمل معنى النظرية في توجيه الإنسان فانه هنا في هذه الآية وأمثالها لم يتعرض مسؤولية الإنسان في تجزئ تكاليفه ومسؤولياته وإنما تمسك بشكل واضح وبتحديد نظرية ان الإنسان أمين ويحمل أمانة كبرى وهي الرسالة الشاملة بكل أبعادها ولم يصور القرآن الكريم أي حالة جزئية فلم يقل أنا عرضنا الجهاد على الإنسان أو الصلاة وقد ذكر كل هذه الفروع والأجزاء في ظل نظرية الأمانة وأعطى للأجزاء معناها بعد ان اعتبرها حقائق تنضوي في ظل الأمانة الكبرى وهذا النوع من الخطاب الذي تطلقه النظرية في حقولها المختلفة يمتلك التفوق الكامل في جذب الإنسان والتفافة حول الفكرة والمنهج والرسالة التي سوف يتلقى معناها ودلالتها بعمق وإيمان وتكامل وكل ذلك ناتج من مؤدى الخطاب واستكماله لشروط التأثير البناء في النفوس والعقول التي تتلقاه في انطلاقته وامتداده إلى الإنسان في أي زمان ومكان وهو ما تحققه النظرية في