تضاف إلى تجارب الإنسان حين يبدأ بتحويل التوجيه والنظرية إلى وجود عملي حقيقي في يوميات الحياة مما يؤكّد ويرفع مستوى الدراسات وترشيد مساحات الجوانب العملية فتكون النظرية متفوقة التواجد والصلاحيات وتمتلك القدرة على توفير عوامل النهضة والإبداع لتربط بين الوسائل والأهداف وتميز بينها وتفك حالة الالتباس التي تتعرض لها الفئات الاجتماعية أحياناً بين أعطاء الأولويات... والأخذ بنظر الاعتبار أهمية تقييم الغاية واعتبار الوسائل الناجحة كقضايا تصب في طريق الغايات الكريمة. وهذا يرفع ويحجب التخلف الذي يفرزه الالتباس والخلط بين الوسيلة والهدف فيعايش الفرد أو الجماعة الوسائل ويحولها إلى غاية لأنه بعد ان يحقق الوسيلة ينتهي ليتوقف تفكيره بقدر ما أدى من الوسيلة كما هو الأمر في نظرية العبادات والفرائض ولما كانت النظرية الفقهية والدينية قائمة على أساس أداء الفرائض كوسائل توصل إلى حالة الاستمرار بالنتائج وهي الغايات التي توصل إليها الفريضة والتي شخصها القرآن الكريم بوضوح كامل حين علل الفرائض واحدةً بعد الأخرى واعتبر الصلاة تقرر حالة النهي عن الفحشاء والمنكر واعتبر الصوم يفرز التقوى كما في قوله تعالى: ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر. وفي قوله تعالى.... (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). فإذا حولت الصلاة إلى غاية فقد أداها المصلى وانتهي منها ولم يكن لها شيء بعد انتهاءها بتمامها وحين تكون وسيلة فبأداءها والانتهاء منها سوف تبدأ آثارها وهي الغاية وحينئذ سيجد المصلى موقفه أمام الفحشاء والمنكر حين يمارس أعماله ويلامس حياته العملية فسوف يجد قدرته وموقفه من المنكر وحين يقاوم المنكر يغيره في نفسه ومجتمعه فمعناه بدأ يحقق غايته بعد ان أكمل الوسيلة وهذا التفوق لا