الجماعة خطاباً وسلوكاً حيث يلمس المتطلع إلى ذلك مظهراً ثقافياً مشخصاً يرفد الحياة ويشرف عليها وحينما تتعامل الشعوب مع النظريات الصحيحة تزداد بصيرة ومعرفة وتتفاعل مع القيم العليا التي تنطلق من دائرة النفس إلى دائرة العمل والممارسة وكل هذا الاتجاه منطلق ومنبعث من توفر شروط صلاحيات النظرية الفقهية أو غيرها وكفائتها في استيعاب تطلعات الإنسان وطموحه إلى تشخيص الحق والوصول إلى معرفة حقايق الأمور...و كل هذا إنّما يتمّ في آفاق النظرية ومحتواها لتكون حالة التجاوب الدائمة بينما تفرزه النظرية من النتائج اليومية والعلمية والعملية والميدانية وما يتحرك فيه الإنسان في مجال الرغبة في التطبيق والممارسة في التفصيلات التي تصب بها أُصول النظرية في شق طريقها إلى الضرورات المتعددة التي يطرحها الإنسان ليتلقى إجاباتها الكاملة والشاملة في ظل النظرية خاصة النظرية الفقهية باعتبارها الخط العملي الذي يقنن حياة المجتمع وفق موازين ومعايير وقيم تحملها وتبشّر بها متبنيات النظرية في نظرتها إلى الإنسان والحياة والعلاقات بين الإنسان وأخيه ثم العلاقة الدائمة بين الإنسان والأرض وموقع الإنسان بالنسبة إلى كل ذلك بعد ان أكد القرآن الكريم خلافة الإنسان على الأرض وانه مسؤول عن أعمارها ومسؤول عن حفظ الموازين في الصِلاة المبنية على القيم المنهجية الايجابية كما بين ذلك القران الكريم في العلاقة بين الناس بأنها ارتباط ايجابي كما في قوله تعالى: (وتعاونوا على البّر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وهذا هو المنهج الثقافي الأعلى الذي أستمد من أبعاد النظرية في بناء الثقافة الملتزمة في حياة الفرد والجماعة وهذه النتائج التي لاحظنا أثرها الايجابي في بناء الحياة لا يمكن للدراسة التجزيئية ان توفرها وغاية ما تصل إليه أنها قد تجمد الطاقة الفكرية بين الأجزاء المتناثرة المتشتتة التي لا يجمعها جامع وملتقى يعطي للفكرة مركزيتها فلذلك تفقد أهميتها في العقلية الإنسانية ويضمر