يعتبرها شاملة وإنما الصلاة جزء من العمل والصلة والتعبد وقد أوضح القرآن الكريم ذلك في قولة تعالى: (و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) يكشف من هذا المنهج ان حركة الحياة التي يمارسها الإنسان داخلة في فقه ونظرية العبادة بل يكشف من الآية الكريمة ان العبادة هي المعرفة الإسلامية الدينية في معناها الواسع. * * * * * * الأزمة الفكرية في التجزئ ان طبيعة الإنسان تتجه دائماً في التفكير والتصور إلى القاعدة والمحور الذي يتمركز حوله مقومات توجيه الإنسان لان يكون منتمياً ومتفاعلاً ومتبنيا للفكرة حتى يتمكن من النمو والتعمق والحوار إلى جانب قدرة التعبير المنطقي الذي يتجلى دائما في تبلور أُصول المعرفة الايجابية التي يتلقاها في ظل النظرية ليكون الارتباط بها يتقوم باستمرار بالإحاطة والاستيعاب وحسن التلقي الذي يكون عاملا مهما في طريق ترشيد الإنسان عقليا وإشباع جوانبه المهمة الأخرى التي تؤلف الكيان الإنساني كحقيقة مترابطة نشعر بالخلل حين تتعامل مع الجزئيات من زاوية واحدة ولذلك فشلت وتراجعت النظريات التي طرحت موضوع العامل الواحد في تصميم الفكر الإنساني وإعادة بناءه فكانت نظرية العامل الاقتصادي أو النظرية الجنسية وأمثال ذلك من النظريات ولو انها لم تكن أطروحات تجزيئية لكنـّها جزءت كيان الإنسان واعتبرته حقيقة قائمة ومنسجمة حين تشبع من جانب واحد فإذن حتى في رفع شعار النظرية يبقى الإنسان يشعر بالنقص ويتجه للبحث عن إشعاع يرفد كل وجوده نفسيا وروحيا وعقلياً ووجدانيا مما أدى إلى تصاعد الأزمة النفسية والفكرية حتى ضاعت إنسانيته وافتقد أعلى حقيقة في وجوده وهي القوة العقلية والفكرية وروح الانتماء