ومن الأمثلة على اختلاف المجتهدين في فهم النص مما أدى ذلك الفهم للنص إلى اختلاف اجتهاداتهم الآية الكريمة : ((يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين))(18). حيث قال البعض يجب ان يمسح منه ما يقع عليه اسم المسح وبه قال ابن عمر وإبراهيم والشعبي وهو مذهب الشافعي , وقيل يجب مسح جميع الرأس وهو مذهب مالك , وقيل مسح ربع الرأس فان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمسح على ناصيته وهي قريب ربع الرأس (عن أبي حنيفة)، وقالت الإمامية فرضهما المسح دون غيره(19). الانتماء المدرسي وأثره في فهم النص ان تعدد المدارس الإسلامية في وضع أسس فكرية وقواعد علمية في الدراسات الإسلامية التفسيرية والحديثية والكلامية والفقهية والأصولية ولكل منها منهج في البحث والدراسة وتكاملت الجهود العلمية في كل مدرسة من المدارس لتنتج نهجاً علمياً متميزاً حيث نرى ان المدرسة التفسيرية التي ألتزمت بالتفسير بالمأثور والمروي عن النبي والصحابة وأهل البيت مثل الحشوية وأهل الحديث والمدرسة الإخبارية في الشيعة تنتهي إلى أراء قد تختلف عن غيرها في تفسير القرآن وكذلك الأسس التي اتبعها علماء الجرح والتعديل والمحدثون في مدرسة السنة التي قد تختلف عن ما هو متبع في مدرسة أهل البيت ويؤدي إلى الاختلاف في اثبات جملة النصوص أو نفيها أو تفسيرها حسب الانتماء الفكري والمدرسي. ومثلها في المجال الفقهي وأصول الفقه ولا يخفى على الباحثين ان أُصول الفقه عند أهل السنة يتسع إلى مجالات في البحث كالقياس والاستحسان والرأي والمصالح المرسلة. في حين ترفض