بسبب هذا الاشتراك اللفظي (اللغوي) تتعدد قراءة النص ويتعدد الاختلاف في ذلك. ويتعرض أيضاً الباحث في الكتاب والسنة إلى نصوص تشتمل على ألفاظ يمكن ان تستعمل في معاني كثيرة من قبيل الحقيقة والمجاز والصريح والكناية. ومن الأمثلة على ذلك: 1ـ قال الله تعالى: ((قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا))(14). شبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو اشتعل على سبيل الاستعارة المكنية والقرينة إثبات الاشتعال للرأس. 2ـ قوله تعالى: ((أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار))(15). اشتروا بمعنى اختاروا فهي استعارة تصريحية والقرينة هي الضلالة. 3ـ قوله تعالى: ((جنات تجري من تحتها الأنهار))(16). والذي يجري هو الماء وليس الأنهار التي هي مجاري المياه(17). وعلى ضوء ما تقدم يتضح ان اختلاف الباحثين في قراءة النص ناتج من الاختلاف في الفهم اللغوي الذي يعتبر احد مصاديق الهرمنوطيقيا (تعدد قراءة النص). العقل لاخلاف بين العلماء الأصوليين والفقهاء المجتهدين في حجية العقل وان العقل له الدور في اثبات الاحكام الشرعية التفصيلية منها أو القواعد الكلية. وقد يختلف الأصوليون في دراسة القضايا العقلية كاجتماع الأمر والنهي أو الأجزاء في الأوامر الاضطرارية وقد اشتد الخلاف بين الاشاعرة والمعتزلة في قضية الحسن والقبح عقليان ام شرعيان وما يترتب على هذا الاختلاف في تعدد الآراء.