الآيات المحكمة والمتشابهة من أهم القضايا التي تناولها العلماء تفسيرا وتأويلا لتسع وتشمل مساحة واسعة من الآيات القرآنية المفسرة هي الآيات المحكمة والمتشابهة والمحكم هو ما يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه الذي يحتمل وجهين فصاعدا(10). وقد درسوا هذا الموضوع في كتب علوم القرآن ووضعوا له قواعد لفهم المحكم والمتشابه كما درس المفسرون الآيات القرآنية المتشابهة على ضوء تلك القواعد. ويختلف الباحثون في فهم المحكم والمتشابه كل حسب فهمه ومن هنا نعرف ان ليس الناس سواء في المحكم والمتشابه إذ ان المحكم الذي يبدو واضحا عند فرد لأنه في مستوى فهمه يكون متشابها عند فرد آخر لأنه اعلى من مستواه(11). الفهم اللغوي للنص كثيرا ما يتعرض الباحث في الكتاب والسنة إلى نصوص تشتمل على الفاظ مشتركة يدل كل واحد منها على أكثر من معنى, الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف القراءات للنص وتعددها عند الباحثين والعلماء فيما أراده الله تعالى من تلك النصوص. ومن نماذج الاختلاف في تعدد قراءة النص بسبب الاختلاف في الألفاظ المشتركة الآية الكريمة: ((إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)).(12) فهنا هل حرف (أو) للتنويع أو التفصيل أو للتغيير؟ وكذلك الآية الكريمة: ((والراسخون في العلم يقولون آمنا به))(13)، هل الواو هنا هي للعطف أو للاستئناف؟