وذلك لان الرومانسية هي محاولة اكتشاف العالم الداخلي للفنان والشاعر وانفعالاته ومشاعره الداخلية. المرحلة الثالثة: الهرمنوطيقيا الفلسفية التي نشأت في القرن العشرين وبدأت من مارتن هيدجر (1889ـ 1976م) ولكنها طرحت كنظرية لفهم النص من قبل تلميذه (غادامر) وقد أقام هيدجر الهرمنوطيقيا على أساس فلسفي حيث غيّر الكثير من وظيفة هذا العلم وهدفه من البحث عن منهج الفهم إلى البحث عن معنى الفهم وحقيقة نفسه فمنح للمصطلح بعدا فلسفيا فهو يبحث عن حقيقة الفهم لا عن منهج الفهم أو المعيار لتقويم الفهم الصحيح من غيره(4). وكل ذلك كان بسبب غموض النصوص الفلسفية والدينية الموروثة من القرون الوسطى حيث أصبح الملتقى لتلك النصوص القديمة والذي يخضع بدوره للأطر الحديثة من الصعب عليه فهم تلك النصوص إلا من خلال دراسة النصوص القديمة بشكل مستقل ومستوعب لعملية التفسير وفهم النص فأصبح النص موضوعا للمعرفة من خلال الهرمنوطيقيا. الهرمنوطيقيا في البحث الإسلامي على ضوء ما تقدم من تعريف الهرمنوطيقيا والمراحل التي مرت بها خلال اتساعها وتطورها لتشمل أكثر من صنف من أصناف العلوم تعرفنا على ان فكرة الهرمنوطيقيا هي قراءة النص لما كان هذا المعنى موجودا ومعمولا به في البحث الإسلامي قديما وحديثا وهو يعني ان فكرة قراءة النص هي من أهم القضايا التي تناولها المسلمون بحثا وتحقيقا وإنتاجا واسعا في مختلف العلوم وأهمها علم التفسير