ـ نظرية العمل الإقليمي. ـ أنواع العمل بهذه النظرية عند الفقهاء المتأخرين. هذا البحث بدون شك قمين بكل تقدير واعتبار لما يتناوله من قضايا هامة وعامة ترتبط بالأصول والفروع، والأدلة والأحكام، أو تتعلق بنظرية العمل بما أخذ به أهالي المدائن، أو أصحاب الأقاليم، أو بالمنهج التطبيقي لهذه النظرية في أقطار الأندلس والمغرب وإفريقية كما وقعت الإشارة إلى هذا في مثل أقوال الفقهاء وأصحاب التصانيف يحددون مراجعهم في فتاواهم وأحكامهم بما يعتمدونه في ذلك من عمل الأندلس، وعمل قرطبة. ومن عمل المغاربة كعمل أهل فاس، وعمل القيروان وعمل أهل تونس. وهذا البحث رغم وجازته يتناول موضوعاً متسع الأطراف كمذهب عمل أهل المدينة نجده يشمل أبعاد اربعة هي التي نبه إليها الباحث حين يصرح بأن دراسته هذه تدرجت حسبما اقتضاه النظر في هذا الموضوع إلى مباحث كثيرة هي: 1ـ دراسة ونقد بعض أسباب الظهور. ظهور نظرية العمل الإقليمي. 2ـ أنواع العمل عند الفقهاء المتأخرين. 3ـ عمل قرطبة والأندلس. 4ـ عمل فاس والمغرب. وإن نظرية العمل هذه لمعدودة في الأُصول كثيراً، مشفوعة بما ظهر ذكره منها في الفتاوى والأقضية والنوازل عند أهل المغرب في الماضي والحاضر. واستدلالاً على ذلك يورد د. العسري ما يشهد لرأيه قائلاً: إن ظهور نظرية العمل وتطبيقها كان من موجبات ازدهار الفقه، وبعث روح الحياة والشباب فيه. وهذا ما صرّح به من قبله د. حماد العراقي([49])، وتمسك به وارتآه الشيخ عبدالله كنون في كتابه (النبوغ المغربي في الأدب العربي).([50])