على أنها وحدة لا تفرق بينها الأعراق ولا الأجناس ولا الألوان ولا الأوطان. ذلك أن أصلها واحد ومآلها واحد ووصل الرحم بين أفرادها وبين مجموعاتها واجب على الجميع. اختار هذا الملتقى من الموضوعات ما ليس أهونها ولا أيسر على النظر والفكر بل انه نشد من هذا الاختيار تدارس راهنٍ لم يعد بالإمكان ان يتجاهل، وقصد أن يتبادل العلماء الاجلاء ان يتبادلوا الرأي في وفدٍ وكل يوم قائم ماثل. وقد تعلّقت همّة منظمي هذا الملتقى كما تتعلق كل عام بمبحث في هذه السنة هو من أعظم المباحث وهو في نفس الوقت من أوكد هذه المباحث في الماضي وفي الحاضر وبالخصوص في المستقبل. إنّ تطرّق التفكير إلى إشكالية (الأصالة والمعاصرة) قد بات اليوم بشكل متأكد من أعزّ الواجبات، على العالم لا ينفك يشهد الأفعال الغيرية والاختلاف هي الأفعال تتدافع أمام العين ويشاهد تأثيرها في ضرب من التزين والتسارع. بات اليوم من البديهي ان نتحدث عن ثورة اتصالية وما حققته من الإجابة أحببنا أم كرهنا عن تنوع المضامين الثقافية. الواردة علينا من طوع أو قسر. وقد أكثر ذلك من تجدد الرؤى وفي تجدد التصورات بالنظر إلى ما اعتدنا عليه وما ألفناه نضع في كل ذلك موضع الاعتبار هذه النقلة النوعية التي تشهدها المنظومة الكونية وأنّه ليس بالمتاح الاعراض عن هذه النقلة وعن تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة وأن ذلك أصبح من المتأكد أردنا أم لم نرد. إنّ الحضارات اليوم وغداً على وجه الخصوص كأنما تجد نفسها في حال من التخاطب والتنادي لم تكن مهيئة لها ولم تحسب لها حسابها.