واما الحقائق العلمية فلم يواجه المفسرون أي تناف بينها وبين النصوص القرآنية بل رحنا نكتشف يوما بعد يوم الانسجام بين العلم والقرآن. بقي لنا ان نشير إلى أمور: الأول: ماذا يعني التأويل في النصوص القرآنية؟ الثاني: ما علاقة الهرمنوطيقيا بأصول الفقه. الثالث: ما هي علاقة مصطلح القراءات بمصطلح الاجتهاد؟ اما بالنسبة للتأويل، فنحن نرى ان فارقا جوهريا يميزه عن الهرمنوطيقيا ويتلخص في ان الهرمنوطيقيا إنّما نشأت لتسد نقصا ولتبرر غموضاً ولتحل تناقضا في النصوص الدينية المسيحية بينمنا كان التأويل مصطلحا دينياً بنفسه جاءت به النصوص لتعبر عن حقائق مهمة. فالتأويل في القرآن كما يبدو لمن تتبع استعمالاته يعني احد المعاني التالية: 1 – تفسير لنوع من الغموض الذي قد يطرأ على ألفاظ يسوقها النص لبيان معاني سامية لا يستطيع اللفظ ان يعبر عنها بدقة. فتبقى جوانب غامضة فيه تجعله من (المتشابه) فيأتي النص (المحكم) ليرفع هذا النقص عبر تأويل وإرجاع المتشابه للمحكم. يقول تعالى: (هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم).([3]) 2 – تعبير للرؤيا كما قيل في مجال التعبير لرؤيا عزيز مصر (أنا أنبئكم بتأويله فارسلون).([4]) 3 – بيان لنتيجة العمل المعين. يقول تعالى: (وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلاً).([5])