الامم وخصوصاً بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني (رض)، فتآمروا عليها وعلي الصحوة الإسلامية في كلّ مكان، وتحت ذريعة مكافحة الارهاب توحدوا للقضاء على اى وجود إسلامي يهدد مصالحهم وينازلهم فكرياً وسياسياً واقتصادياً. وفي خضم هذا التآمر المقنن فانّ المسلمين بأمس الحاجة إلى تظافر وتآزر الجهود والامكانات، وانّ التقريب بين المذاهب ينبغي ان يكون أكثر واقعية من قبل، ونحن بحاجة إلى وحدة حقيقية في جميع المجالات لغلق الثغرات امام اعداء الإسلام الذين لا يفرقون في عدائهم بين مذهب وآخر وبين وجود وآخر وبين قائد وآخر، فلا فرق ما دام الجميع يحملون الإسلام منهاجاً وشريعة في الحياة. وفي الختام أود أن الفت الانظار إلى بعض النقاط كاقتراحات، واتمني ان تؤخذ بعين الاهتمام والاعتبار: اولاً: تحقيق الامة والجيل الناشئ على نبذ التعصب، وتوجيه أنظاره نحو الآفاق العليا التي تتوحد فيها الخطط والبرامج والممارسات. ثانياً: التوقف عن الحملات الاعلامية التي تستهدف هذا المذهب أو ذاك وخصوصاً في شبكات الانترنيت، فقد اثبتت التجارب الماضية انّ هذه الحملات لم تساهم في التخلى عن المذهب المستهدف، بل تزيد اتباعه اصراراً على الايمان والتمسك به، وفي نفس الوقت تزرع روح العدوان بين أبناء الدين الواحد. ثالثاً: انّ محاولة البعض لتوسيع دائرة مذهبه حق طبيعي، ولكن ينبغي تقديم الأهم على المهم، وليكن التبليغ والارشاد موجهاً للمسلمين العلمانيين أولاً لغرض اعادتهم إلى الإسلام، وهذا الانجاز أقرب إلى روح الإسلام وأهداف الإسلام من اخراج مؤمن من مذهب واد خاله في مذهب آخر. رابعاً: الاجتهاد الجماعى في إعادة كتابة التاريخ بنظرة ايجابية مسبقة وتجاوز تخليلات نوايا الشطب والاقصاء والالغاء في دراسة العلاقة بين الخلفاء الراشدين، والعلاقة بين أئمة المذاهب.