قال جورج هوايت كروس باتون: (انّ السبيل الوحيد للوصول إلى معايير متفق عليها هو الاعتراف بالوحى السماوى قانوناً).(66) وهذا اقرار من عالم قانوني بصلاحية الوحي السماوى لكل زمان ومكان، فهو لم يجدّد بيئة دون أخري في صلاحية الوحي السماوى لأن يكون قانوناً. ومن أقوال برناردشو: (أننى أتنبأ بأنّ الناس سيقبلون على دين محمد في أوروبا في المستقبل، وقد بدأ يلقي القبول في أوروبا اليوم).(67) والاقبال على الدين الاسلامى في بيئة متطورة كأوروبا يدل دلالة واضحة على مواكبة الإسلام للتطور العلمي والتقني والفكري والاجتماعي وغيره، وعلى صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان. ويرى مراد هوفمان سفير ألمانيا في المغرب: (أنّ القرن الواحد والعشرين هو قرن الإسلام الذى سينبعث في أوربا).(68) وتصريحات الذين أسلموا تشير إلى انّهم وجدوا المنهج الإسلامي صالحاً لكل زمان ومكان، وانّه دين التطور والتقدم؛ يرفض الجمود والتقوقع والانزواء. وهذه الصلاحية مدينة لفتح باب الاجتهاد الذي ساهم مساهمة أساسية وفعالة في التجديد في القيم والأحكام القابلة للتجديد والمتغيرة بتغير الظروف والأحوال الزمانية والمكانية والحياتية عموماً. كلمة اخيرة الامة الإسلامية امة واحدة وان تعددت فيها المذاهب؛ تجتمع حول عقيدة واحدة، ومنهج واحد، وسلوك واحد، ومصالح واحدة، ومصير واحد، وتواجه عدواً واحداً صفوفه وامكاناته من احل ايقاف المسيرة الإسلامية وعرقلة حركتها التاريخية للقضاء عليها عقيدة وقيادة وكياناً. وقد أيقن اعداء الإسلام انّ الإسلام لا زال قوة تنافسهم وتنازلهم وتطاردهم في جميع مجالات الحياة: الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية؛ فهبوا مجندين جميع طاقاتهم وامكاناتهم للحيلولة دون عودة الإسلام إلى موقعه الريادي بين