وقال الامام الصادق (عليه السلام): (انّ الله تبارك وتعالي أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد؛ حتي لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا انزل في القرآن إلا وقد انزله الله فيه).(48) وقال (عليه السلام): ( ما من شي ء إلا وفيه كتاب او سنة).(49) وحول حيوية القرآن الكريم وحركية آياته التي تجرى في جميع العصور أشار أهل البيت (عليه السلام) في أحاديثهم. قال الامام الباقر (عليه السلام): (انّ القرآن حى لا يموت والاية حية لا تموت، فلو كانت الاية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين).(50) وقال الامام الصادق (عليه السلام): (انّ القرآن حى لم يمت وانّه يجرى كما يجرى الليل والنهار، وكما تجرى الشمس والقمر، ويجرى على آخرنا كما يجرى على أولنا).(51) ومن خلال ما تقدم يمكن الجمع بين الثبات والمرونة، وبين الشمول أو التكامل والتطور والتغير، فلا تنافى ولا تضاد، فالمنهج الاسلامى ثابت في اصوله شامل في كلياته، ومرن أو متطور أو متغير في جزئياته وتفاصيله وتطبيقاته العملية. وقد أرجع القرآن الكريم المسلمين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حياته والي أولى الأمر في غيابه ليجيبوا على الحوادث والمستجدات عن طريق الاستنباط من القواعد الكلية والثوابت الأساسية. قال تعالي: (واذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول والي أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا).(52) ويمكن القول: انّ الشريعة الإسلامية ثابتة وكاملة، وهذا الثبوت والكمال هو الذى يستوعي التطور ويستوعي المستجدات فتكون متجددة ومتطورة مستوعبة للزمان والمكان، وهى ثابتة في الكليات ومتطورة في الفرعيات والجزئيات تبعاً لتطور