هذه الحوادث، وهى متجددة مع الزمان ولا تتوقف ما دامت الحياة وثابة نحو التطور والتغير والتبدل. ثبوت وتكامل الشريعة واستيعاب التطور المنهج الاسلامى منهج واقعي يتصف بالثبات والتكامل، وهو يراعي واقع الإنسان من جميع جوانبه، ويراعى واقع الحياة، وقد وضع لكل جانب مقوماته وحدوده الوقاعية فلا تقييد مطبق ولا اطلاق العنان، وهو منهج لا حرج فيه ولا مشقة، وهو منهج كامل شامل لا نقص فيه ولا خلل، ومع ثباته فهو قادر على استيعاب التطور في مختلف مجالاته. وقد اشار القرآن الكريم إلى كمال المنهج الإسلامي والشريعة الإسلامية بقوله تعالى: (…و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء وهدئ ورحمةً وبشري للمسلمين).(43) وقوله تعالى: (… اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً…).(44) وقوله تعالى: (… ما فرّطنا في الكتاب من شي ء….).(45) فالقرآن الكريم بيّن كل شي ء ولم يفرّط في شي ء والمنهج الإسلامي قد أكمله الله تعالي، فلا نقص ولا خلل ولا محدودية، وهو ثابت في جميع الأزمان يستوعب الزمان كلّه والمكان كلّه. وقد أشار أئمة أهل البيت (ع) إلى هذا الثبات والتكامل في أحاديثهم الشريفة. قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام): (حلال محمد حلال أبداً إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره ولا يجي ء غيره).(46) وقال الامام محمد الباقر (عليه السلام): (انّ الله تبارك وتعالي لم يدع شيئا تحتاج إليه الامة إلا انزله في كتابه وبيّنه لرسوله (صلى الله عليه وآله) وجعل لكل شيء حداً وجعل عليه دليلاً يدلّ عليه، وجعل على من تعدّي ذلك الحد حداً).(47)