ثوابت وأساسيات المنهج الإسلامي، وهذا العلاج أو الحلّ هو الصورة المعبرة عن التجديد والاحياء. وفكرة التجديد والإحياء لا تشمل العقيدة الدينية المتمثلة بالايمان بالله وبالرسول وباليوم الآخر لانّ هذه الامور من الثوابت التي لا تقبل التبديل والتغيير؛ نعم قد يطرأ تجديد في الوسائل التي توصل الإنسان للايمان بالله أو تعمق هذا الايمان من خلال اكتشاف أسرار الكون والحياة، وهو تجديد في الوصول إلى الفكرة لا تجديد الفكرة، وهي لا تشمل أيضاً العبادات المنصوصة وأسس المعاملات الثابتة، بل تشمل كل أمر يقع في دائرة التجديد أو قابل للتجديد. وفكرة الإحياء أو التجديد ليست بنت اليوم بل هي فكرة ممتدة بامتداد المنهج الإسلامي، وقد وردت في الأحاديث الشريفة في أبواب (إحياء السنة واماتة البدعة)، وقد وردت احاديث عديدة تشير إلى انّ (احياء السنة) من واجبات الامام وواجبات الحاكم الإسلامي. والإحياء هو خلاف الابتداع والبدعة، وهو اشارة واضحة على انّه ليس الاتيان بشيء جديد، بل هو فهم السنة والثوابت الإسلامية بعقل جديد وبآليات فكرية جديدة. وعلى ضوء ذلك، فالاجتهاد ليس ابتداعاً بل هو احياء للمنهج الإسلامي، وانقاذ له من البدعة، وهو تجديد في الفهم وتجديد في الآليات في مجال الفقه والتشريع، وضمن المجالات التي سمحت بها الشريعة بالاعتماد على القواعد الكلية وعلي تطبيق عموم النصوص على الحوادث والمستجدات، وعلي تطبيق الكليات والعموميات بما ينسجم مع تطور الأوضاع والظروف، وابرز هذه المجالات لزوم رعاية الأهم والمهم على ضوء المتغيرات والمستجدات، والقضايا التي تتصف بالمرونة والتبدل والتغيّر حسب الظروف الزمانية والمكانية. ويتجلي الاجتهاد والتجديد والاحياء بصورة أكثر وضوحاً فيما يسمي بـ (الحوادث الواقعة) فالحديث الشريف يدعو للرجوع للفقهاء والعلماء والمجتهدين في