وتكتفي بما ذكره السيد محمد باقر الصدر في خصوص فائدة الاجتهاد، ولو لا الاجتهاد لتوقفت حركة المنهج الاسلامى والفقه الاسلامى والتشريع الإسلامي، ولأصبح الإسلام مجرد علاقة عبادية فردية بين الإنسان وخالقه، ليس لها أي صلة بالحياة بابعادها المختلفة، ولو لا الاجتهاد لاعتمد المسلمون على القوانين والتشريعات غير الإسلامية والوافدة من خارج الكيان الإسلامي، وهذا هو السائد عند أغلب الدول الإسلامية التي لا تتبنى الإسلام منهجاً لها في الحياة. الاجتهاد والتجديد والإحياء المنهج الإسلامي منهج ثابت في اصوله متغيّر في فروعه وجزئياته وتطبيقاته العملية، وهو منهج يتجدد في كل عصر وهو منهج حى خالد متطور، والتجديد والاحياء ليس المقصود منه تجديد وإحياء الدين والإسلام نفسه، بل هو تجديد واحياء للتفكير في قضايا وأمور الدين، والتفكير دائماً في تجديد وتطور وتغير، وهذا التفكير هو الوسيلة البارزة في تشخيص الاختلاف في فهم الثوابت والنصوص أو فهم ما يتعلق بها من فروع وتفصيلات وتطبيقات، وهذا الاختلاف في فهم الأدلة والبراهين يضفى على المنهج تجديداً واحياءً. ليواكب تطورات الحياة ويواكب المستجدات في جميع جوانب الشخصية الانسانية الفردية والاجتماعية. وتطورات الحياة يمكن أن تحدد بعضها بالنقاط التالية: 1 – التقدم العلمي والتقني. 2 – التغيّر في الطبيعة الانسانية من حيث تفاعلها مع الكون والحياة والطبيعة. 3 – التعقيدات الاجتماعية. 4 – التعقيدات السياسية وتطور اشكال الدول والحكومات. 5 – تعاظم المسؤوليات الاجتماعية. 6 – توجه الأعمال والمهام نحو التخصص. وهذه التطورات تنشأ منها مشاكل وصعوبات وتعقيدات جديدة تختلف من عصر إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وهي بحاجة إلى علاج وحلّ واقعي ينسجم مع