ملزم للعصر القادم.. لدينا الاجتهاد وهو اللفظ الذي أفضله، ولا أفضل لفظ الحداثة، فحداثتي من الداخل”([11]). الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام لقد أطلق الدكتور “محمد إقبال” مقولة في كتابه الشهير “تجديد التفكير الديني في الإسلام” الصادر سنة 1929م، اعتبر فيه ان الاجتهاد هو مبدأ الحركة في الإسلام. هذه المقولة توقف عندها العديد من الباحثين والمفكرين، والذين رجعوا إليها وجدوا فيها مضموناً ودلالات مهمة، فالمستشرق البريطاني المعروف في حقل الإسلاميات “هاملتون جيب” يرى في كتابه “دعوة تجديد الإسلام” ان إغلاق باب الاجتهاد وضع حداً فعالاً لمبدأ الحركة في الإسلام([12]). اما الشيخ “مرتضى مطهري” فقد توجه باهتمام نحو هذه المقولة في حديثه عن الاجتهاد والتفقه في الدين في سياق بحثه حول الإسلام ومتطلبات العصر، وحاول ان يقدم شرحاً يؤكد فيه دور الاجتهاد في تطوير الأفكار الإسلامية بما تواكب حركة العصر ومستجداته، كما انطلق منها في نقد الأفكار والمفاهيم الجامدة والسكونية والقشرية([13]). والشيخ “مطهري” في ابحاثه لا يذكر “اقبال” إلا ويثني عليه ويميزه من بين المفكرين في العالم الإسلامي، لأنه من الذين لم ينقلبوا على هويتهم الدينية مع شدّة احتكاكه بثقافات الغرب وفلسفاته. وحسب رواية “فضل الرحمن” فان “إقبال” تخلى عن فكرة كتاب حول الاجتهاد كان يزمع تأليفه بعد نصيحة سمعها من السيد “سليمان الندوي”، فإقبال كما يذكر “فضل الرحمن” كان يستمع في بعض الأحيان إلى مشورة العلماء، بل ويطلبها([14]). وعن تقييمه له يقول: “ليس من قبيل الصدفة إلا تعرف الحداثة الإسلامية أي طالب جادّ للفلسفة في طول العالم الإسلامي وعرضه، يمكن الافتخار به سوى محمد إقبال”([15]). وقد لقبه الغربيون والألمان تحديداً بالفيلسوف، لأن من النادر ان يطلق الغربيون مثل هذا الوصف على مفكر ديني من الشرق. وكان “إقبال” دقيقاً في