المجتهدين لا يحفظون هذا المقدار، والاجتهاد أحوج إلى منهجية التعامل مع الدليل، فهي الآلة التي تسهل له تحقيق مراده من فهم النص وادراك فحواه، وحاجته إلى كثرة الحفظ دون ذلك. ويقارب هذا الشرط في صعوبة التطبيق شرط بعضهم ان يكون بالغاً في العربية درجة الاجتهاد، بل يوازي مستوى الخليل وسيبويه وأضرابهما([62])، وقد فنّد آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين بعض الشروط المدعاة في ذلك([63])، وهناك شروط أخرى قابلة للنقاش ينبغي النظر فيها. 4ـ استغلال جميع الطاقات كل في مجال تخصصه، وتسخير الوسائل المتاحة كوسائل البث الإعلامية والشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنيت)، إذ قد تعين على الاستقراء. 5ـ قيام هيئات تسعى لتشخيص الواقع بأمراضه لتقريب الصورة للفقيه حتى يتمكن من استمطار النصوص العلاج الناجع لها. الخلاصة بعد النظرة السريعة للاجتهاد وعلاقته بالتجديد نجمل أهم ما توصلنا إليه من نتائج: 1ـ للاجتهاد أهميته القصوى، وهو فرض كفائي، ويتعين على القادر إن أراد العمل، خصوصاً في عصرنا للتغيير الجذري في كثير من القضايا. 2ـ الاجتهاد يعم ما بحثه السابقون، ويتأكد فيما لم تطله بحوثهم. 3ـ حقيقة الاجتهاد تكون بالتوسط بين جناحي الافراط والتفريط فلا يطول القواطع، وذلك يقتضي التمييز بين المسائل الظنية والقطعية حتى لا يقع المجتهد في ما لا تحمد عقباه فيجتهد في القواطع أو يمنعه في الظنيات. 4ـ ان يقتصر على أهل العلم دون ادعيائه. 5ـ الاجتهاد وان لم يكن سهلاً إلا انه ليس من الصعوبة بحيث يكون بلوغه ضرباً من المستحيلات.