الإسلام بكثير من الأحداث التي شدت انتباه العالم خلال العقدين المنصرمين; إذ بدأ الاهتمام بها في منتصف السبعينات بعد حرب تشرين عام 1972 وارتفاع أسعار النفط وقيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وأصبح العالم الإسلامي بؤرة لثورات وتحولات سياسية عميقة، جعلت بعضهم يتحدث عن الخطر الأخضر أي الإسلامي بعد زوال الخطر الأحمر بسقوط الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي. وترى الحركات الإسلامية أن هذه الحقبة التي شهدت سقوط الأيدلوجية المادية تجعل الإسلام منقذاً وبديلاً عنها، وأن العالم في حاجة إلى الروحية، والإسلام هو المؤهل للقيام بهذا الدور([24]). وقد عرف العالم الإسلامي التحدي الحضاري الغربي منذ القرن التاسع عشر، وشكّل ذلك التحدي خطراً حقيقياً ومباشراً على شعوب العالم الإسلامي. وبقي التحدي والخطر بعد نيل معظم الدول استقلالها السياسي، وهو ما اعتبرته «التحدي الحضاري». المتمثل في مدى قدرة المسلمين على مواكبة التطورات العلمية والصناعية والاقتصادية والثقافية. وعلى رغم مظاهر الحداثة في بعض الحركات والتيارات الإسلامية المعاصرة، إلا أنها تنتسب بصلة كبيرة إلى «المدرسة السلفية»، كما اقتبست الحركات الإسلامية بعض أساليب الأحزاب الوطنية والقومية وأنظمتها([25]). ونمو الظاهرة الإسلامية هو احتجاج على عجز النظم والأحزاب والقيادات