التي تعدت لمهام التحرر والتنمية واسترداد فلسطين، ولكنها فشلت في ذلك. وهذه الحركات هي نتاج أزمة وشعور بالخطر، هو تهديد الهوية مع وجود أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية تفاقم الشعور بالخطر; فهي مهددة بالانقراض أو الاستيعاب داخل ثقافة أخرى تسعى إلى الهيمنة والسيطرة عليها. والحركات الإسلامية ترى الإسلام حلا لمشاكل الأُمة الإسلامية وخاصة الاقتصادية ونظام الحكم وتحديد الهوية الحضارية وما يتبع ذلك من أمور اجتماعية مثل وضعية المرأة والأقليات غير المسلمة. وتتفق الحركات والتنظيمات الإسلامية في أسباب النشأة والظهور، وتختلف في طرائق مواجهة الأسباب وآلياتها، وتتباين اولويات العمل الإسلامي وكيفية تحديد مراحله. ويمكن ارجاع الحركات والتنظيمات الإسلامية السياسية كلها إلى جذور واحدة: فالبناء التنظيمي والمنطلقات الفكرية لهذه الحركات ترتبط بتراث الشيخ حسن البنا والحركة التي أنشأها في الاسماعيلية عام 1928. أما الجذر الثاني فمصدره شبه القارة الهندية متمثلاً في الأفكار والآراء التي نشرها أبو الأعلى المودودي (1902 - 1978) والذي أنشأ «جماعت إسلامي» الباكستانية عام 1941. وأعطى انتصار الثورة الإسلامية في إيران الحركات الإسلامية أملاً وقوة دفع معنوية في امكان الوصول إلى السلطة، وكان مصدراً للدعم بأشكال مختلفة. وجدير بالملاحظة أن الحركات الإسلامية لا تعطي قيمة كبيرة للفروق المذهبية