الفكر الغربي وبحثه، إذ درس في جامعة كمبروج في انجلترا وهيدلبرج في ألمانيا. وأصبح رئيساً لحزب مسلمي الهند، ورئيساً لجمعية حماية الإسلام. وهو أول من نادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس وتكوين دولة خاصة بهم. وقد تحقق ذلك بإعلان قيام دولة الباكستان عام 1947. وقد راعه تخلف المسلمين عن المشاركة في السيطرة على الطبيعة والواقع، وفي القوة المادية والاقتصادية، وسوء فهمهم للإسلام، وأراد أن يدفعهم إلى العمل والقوة والاعتداد بالذات، ويخلصهم من الضعف والتواكل والهروب من الحياة. ولم يرضى للمسلم أن يكون صورة للأوربي، لأنه فقد الشعور بالاستقرار والطمأنينة، وهو في اضطراب مستمر مع نفسه وغيره. وإنما أراد للمسلم أن يبقى متمسكاً بإسلامه، وأن يلائم نفسه مع أوضاع الحياة العصرية وأصولها. وتقوم فكرته الإصلاحية على إعادة بناء الحياة الاجتماعية للمسلمين وفق مبادئ الإسلام، وتغيير مفهوم عالم الطبيعة أو الواقع، ورده إلى ما اعتبره المسلمون الاوائل من أنه مجال لحركة الإنسان وسعيه ومعرفته. وشرح بعض المبادى الإسلامية كختم الرسالة والتوحيد والاجتهاد على أنها عوامل الحركة والسعي في هذا العالم الواقعي([22]). ولعل آخر من دعا إلى يقظة المسلمين في هذه الحقبة هو الشيخ حسن البنَّا (1906 - 1949) الذي ولد في المحمودية قرب الإسكندرية، وتخرج من مدرسة دار العلوم بالقاهرة. وعمل معلماً في عدة بلدان، ثم استقر في مدينة الاسماعيلية. ودعا إلى إعلاء كلمة الإسلام في الدروس والمحاضرات والنشرات، وأنشأ جماعة