الأمور الدينية فامتنع، وتحمل الأذى والاضطهاد([20]). كما قامت دعوة أخرى على غرارها في الهند، وأسست مدارس أهل الحديث ومدرسة دار العلوم بديوبند التي أسسها محمد قاسم النانونسي سنة 1283هـ. ومدرسة مظاهر العلوم في سهارنبور التي أسسها سعادات علي في تلك السنة. ثم تتابعت المدارس في الهند لنشر الدين الإسلامي والثقافة في طبقات الشعب. ولم تكن تلك المدارس تحصل على مساعدة من الحكومة، ولم يسع المتخرجون منها إلى الوظائف الحكومية كالمتخرجين من المدارس الرسمية، بل تجردوا للدعوة والخدمة والقيام بالأعمال الإصلاحية. وأنشأ القائمون على «ندوة العلماء» وعلى رأسهم محمد علي المونكيري مدرسة دار العلوم في لكنهوء سنة 1216هـ. لتزويد طلاب التعليم الديني بثقافة واسعة وأسلوب أرقى للدعوة، واطلاعهم على ما تجدد من العلوم والمسائل، ليكونوا أقرب إلى روح العصر الحديث، ويتم الجمع بين القديم الصالح والجديد النافع([21]). وقام محمد إقبال (1879 - 1928) في الهند يدعو إلى تجديد الفكر الديني في الإسلام، ويوضح مزايا التعاليم الإسلامية في إيجاد جماعة حية قوية، ويطلب من المسلمين أن يفهموا دينهم في ضوء الحياة المعاصرة، ويسعوا في تكييفها وطبعها بطابع إسلامي. وهو مثل الشيخ محمد عبده، حفظ القرآن الكريم، ووقف على جهل المشرق بميلاده وتوطنه فيه، ورأى حياة الغرب بالإقامة فيه، ولكنه فوق ذلك قام بدراسة