ويواكب تطور الحضارة الغربية، واتجهت نحو نقل النتاجات المادية للحضارة الغربية والمؤسسات ونظم الحكم والإدارة، دون الأفكار والقيم والفلسفات التي ترتكز عليها([18]). وحث العلماء على أن يحققوا الإصلاح عن طريق التربية التعليم، وأكد ان التربية والتعليم هما الركنان اللذان يقوم عليهما بناء السعادة. ونادى أثناء دعوته لإصلاح التربية والتعليم بأن يتولى الناس بأنفسهم إنشاء المدارس، ويبتعدوا عن المدارس التبشيرية والمدارس التي تفتحها السلطات الخاضعة للاستعمار. وأنشأ جمعية الدعوة والإرشاد سنة 1912 للإشراف على مدرسة الدعوة والإرشاد التي افتتحت في القاهرة لتحقيق الإصلاح في ميدان التربية والتعليم. وخرّجت هذه المدرسة عدد لا بأس به في البلاد الإسلامية من خيرة المثقفين، ولكنها تعطلت عند نشوب الحرب العالمية الأولى([19]). وقامت في الجزائر حين احتلتها فرنسا دعوة مماثلة لدعوة الشيخ محمد عبده، قامت بها جمعية العلماء التي حرصت على جعل أكبر عدد ممكن من المدارس الأولية في القرى تقوم بتحفيظ القرآن الكريم، للإبقاء على اللغة العربية والروح الإسلامية والشعور بالإخفاء الإسلامي. وبدا أثر ذلك واضحاً في جهاد مسلمي الجزائر ضد الاستعمار بقيادة الشيخ عبد الحميد بن بأديس (1887 - 1940) الذي أتم دراسته في جامع الزيتونة بتونس، وأصدر مجلة الشهاب، وكان شديد الحملة على الاستعمار الفرنسي. وحاولت الحكومة الفرنسية إغراءه بتوليته رياسة