من التعاليم الإسلامية، ولكنه لم يرد أن يقتصر منهاج الدراسة على هذه التعاليم، بل أضاف إليها بقية العلوم والصنائع التي تنفع الناشئ في حياته، وتجعله لا يقل عن الغربي في السيطرة على الحياة. وحث الأغنياء على أن يسهموا في التعليم، وعلى توزيع الثروة في الأُمة على غالبية الأهالي. وارتفع صوته في الدعوة إلى تحرير الفكر من قيد التقليد، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمة قبل ظهور الخلاف بين أصحاب الفِرق والمذاهب. ونهى عن البدع المنتشرة في المجتمع، وعن الرشوة وسائر المفاسد الاجتماعية. ودعا إلى إقامة العدل ومنع الظلم والاستبداد، كما دعا إلى العمل بنظام الشورى في الحكم، ومنح الحقوق والحرية للناس، والاهتمام بالمصالح العامة، وسن القوانين العادلة المناسبة للشعب، وحذّر من اقتباس القوانين الأجنبية لاختلاف أحوال الناس في معتقداتهم وأخلاقهم وعاداتهم وسبل حياتهم([16]). ثم تتلمذ الشيخ محمد رشيد رضا (1865 - 1925) على يد الشيخ محمد عبده، ودعا مثله إلى الإصلاح على أساس القرآن والسنّة وإحياء الكتب الدينية القديمة. ومثّل المدرسة السلفيّة التي قادتها مجلة المنار([17]). وتعد هذه المدرسة أولى المواجهات بين المجتمعات الإسلامية والتأثيرات الغربية. وقد رأى علماؤها أن الحل هو في الرجوع إلى الأصول الصافية للإسلام، ويتم ذلك بمكافحة البدع التي علقت بالدين نتيجة الجهل وركود الحياة الاجتماعية وبُعد المسلمين عن روح الجاد والاجتهاد. وقد حاولت البحث عن نموذج ثقافي سياسي يقوم على أصول الإسلام