بالدين كما يصوره القرآن والسنة النبوية، وحث على ائتلاف الجماعة الإسلامية ونبذ الخصومة بين الشيعة والسنة وإلغاء العصبية المذهبية، والتآلف بين الدولة الصفوية في إيران والدولة العثمانية. ودعا إلى مقاومة الاستعمار الغربي وخاصة البريطاني. وقمع الظلم والاستيراد، وسعى إلى الاستقلال وعدم انصهار المسلمين بغيرهم([14]). ومن بعده قام تلميذه الشيخ محمد عبده (1849 - 1905) الذي تعلم بالجامع الأحمدي في طنطا ثم الأزهر، وعمل في التعليم، وكتب في الصحف، وخاصة جريدة «الوقائع المصرية» التي تولى تحريرها. وتولى منصب القضاء، وأصبح مفتياً للديار المصرية([15]). فواصل المسيرة في دفع حملة التشويه على الإسلام ومجابهة المستعمر وتجديد المفاهيم الدينية، ودعا إلى إصلاح التعليم الديني وتقوية العقيدة الصحيحة وتهذيب النفوس، ووضع منهج تربوي، لفهم الإسلام من القرآن الكريم و«السنّة النبوية» وبين صلة القرآن بالحياة، ودعا إلى توجيهها وفق مبادئه وسنة النبي(صلى الله عليه وآله)وصحابته. ووضع منهجاً لإصلاح الأزهر، ليدرك طلابه مبادئ الإسلام وتعاليمه، وربط بين هذا الإصلاح وإصلاح حال المسلمين ومقاومة الاستعمار الغربي، وتحقيق سيادة الأُمة الإسلامية. وبين أن التربية هي التي تؤدي إلى تغيير عادات الأُمة وأخلاقها إلى ما هو أحسن، وتجعل الفرد يحرص على منافع البلاد حرصه على منفعته الخاصة، والتربية الحقة هي التي تؤدي إلى تقوية الروح الجماعية في الأُمة، وهي التي تستمد