يقتصر ذلك على الجماعات المنظمة أو الرجال الأعلام. ورأينا ان نتكلم عن أشهر رجال اليقظة في النصف الأول من هذا القرن، وبعض الجمعيات التي شكلت لهذه الغاية ثم عن الحركات والتنظيمات الإسلامية التي قامت في بلدان المسلمين في القرن العشرين. واللّه المستعان. رجال اليقظة الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين: اتصل الغرب المسيحي بالشرق الإسلامي منذ نهاية القرن السادس عشر اتصالاً اقتصادياً لكشف ثرواته واستغلالها ونقلها إلى بلاده في صورة تبادل تجاري أو غيرها، وأصبح له نفوذ في التوجيه السياسي بعد التقدم الذي أحرزه في صناعة السفن، وازداد هذا النفوذ بالتدريج حتى بلغ أقصاه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى الربع الأول من القرن العشرين، حيث خضعت معظم البلدان الإسلامية لسيطرة المستعمر بشكل مباشر. ومنذ أن باشر النفوذ الغربي سلطته في الشرق الإسلامي ابتدأ يعمل على تخلف المسلمين وعلى تنفيس الحقد الصليبي لديه، ولتحقيق هذه الغاية قصد إلى افساد الإسلام والتراث الإسلامي لأنه السبب في وحدة المسلمين وقوتهم، فأبرز المفارقة بين الغرب والشرق، من تقدم الأول وتأخر الثاني، وزعم أن المسيحية دين المتقدمين، وان الإسلام دين المتخلفين . وقام بعض المسلمين ينادي باتباع الغرب فيما وصل إليه من حضارة وفكر، وقام المخلصون منهم يذودون عن الإسلام. ويحذرون المسلمين من التبعية والجمود، ويدعونهم إلى التمسك بدينهم. ويعد جمال الدين الأفغاني (1829 - 1897) رائد الحركات الإسلامية المعاصرة: إذ عمل على دفع حملة التشويه على الإسلام، ودعا المسلمين إلى التمسك