والاستهلاك، أي في إتباع أهل الأديان والمذاهب غير الإسلامية في هذا الصدد وليس في التقدم والإسهام في القيادة والسيادة، بعد أن كان أسلافنا المسلمون هم بناة الحضارة وكان أهل الغرب يتلقفونها منهم، فيشك بعض الشباب في حقيقة كون الإسلام يجب ان يكون النبراس الذي تهتدي به البشرية ويكون المسلمون هم القادة لغيرهم. ومن ثم يتعرض الشباب للغزو الفكري الأجنبي وهم غير محصنين ضده، مع إننا نرى ونعرف بل ونلمس أن كثيراً من أهل الغرب والشرق الذين يبحثون عن السعادة الروحية الوجدانية وعن الاستقرار النفسي، والطمأنينة الإنسانية لا يجدون ذلك إلا في الإسلام، ولذلك نرى الإسلام يدخل في قلوبهم ويعّمر بعض بيوتهم، حتى نشأت جماعات كبيرة في مدن ونواح لم يكن للإسلام فيها وجود قبل ثلاثين أو أربعين سنة. واقرب مثال يمكن ان تضربه على ذلك هو في أحد الأحياء من مدينة بروكسل عاصمة بلجيكا بل عاصمة واربا حيث مقر الاتحاد الأوروبي، فكان أول مسجد أسس في ذلك الحي في عام 1974م وكانت أول جلسة أقيمت في تلك السنة يشترك فيها 12 مصلياً. أما الآن فان الحي قد أصبح فيه 19 مسجداً وأحد مساجده صلينا فيه الجمعة فصلاها معنا ما يقرب من ألف وثلثمائة مصل . أيها الأخوة الكرام. إن هذا الزمن هو زمن إقناع غير المسلمين بالحجة والدليل بأن يدخلوا في الإسلام. ومن الغريب العجيب أنه رغم تخلي بعض الجماعات والأفراد من المسلمين عن